درس النصوص: الإنسان ومشاكل الهجرة - التمارين مع التصحيح الأولى باك علوم.

موقع الدعم المدرسي
هو محمود سامي البارودي، شاعر مصري بارز وأحد أعمدة مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث. ولد عام 1839م لعائلة ذات مكانة مرموقة في المجتمع المصري، ما أتاح له فرصة الانخراط في الحياة السياسية والثقافية في عصره. تقلّد العديد من المناصب الرفيعة، منها وزارة الحربية ورئاسة الوزراء إبان الثورة العرابية. اشتهر بلقب "رب السيف والقلم" لتفوقه في المجالين الأدبي والعسكري. تُوفي رحمه الله عام 1904م، تاركًا إرثًا شعريًا زاخرًا في ديوانه الذي عُدّ شاهدًا على عظمة عصره وقيمه. من أبرز أعماله: "ديوان البارودي"، و"مختارات البارودي"، و"قيد الأوابد".
النص الشعري الدي بين أيدينا مقتطف من "ديوان البارودي"، وهو من تحقيق علي الجارم ومحمد شفيق معروف، ويُعتبر هذا الديوان وثيقة أدبية مهمة تكشف عن مهارات البارودي الإبداعية.
ينتمي النص الشعري إلى الشعر العمودي الذي يلتزم بنظام الشطرين والروي الموحد. يعكس النص طابعًا حضاريًا ووصفًا تأمليًا للأهرامات باعتبارها رمزًا خالدًا للحضارة المصرية القديمة.
العنوان "خلود" جملة اسمية مبتدأها محذوف تقديره "هذا"، وهو يشير إلى صفة البقاء والاستمرارية.
يُبرز العنوان دلالة الخلود بوصفه تحديًا للزمن والفناء، مع ارتباط رمزي بما تمثله الأهرامات من عظمة تاريخية وقوة حضارية.
يبدأ الشاعر بدعوة القارئ إلى التأمل في الأهرامات، باعتبارها معالم خالدة تجسد عبقرية الإنسان المصري القديم.
تُظهر القصيدة الأهرامات كأعجوبة معمارية تتحدى الزمن، مصورةً إياها كرمز للصمود والبقاء، حيث بُنيت لتكون قبورًا للملوك، لكنها أصبحت شواهد على حضارة لم تندثر.
يعبر النص عن انبهار الشاعر بصمود الأهرامات رغم مرور الزمن وانقراض الأمم، ويشيد بعظمتها كرمز خالد للحضارة الإنسانية.
في هذه القصيدة الشعرية، يقدم محمود سامي البارودي لوحة شعرية تحتفي بالأهرامات كرمز خالد للحضارة المصرية القديمة. يتأمل الشاعر هذا الصرح المعماري المهيب، الذي صمد أمام عاديات الزمن رغم اندثار صانعيه. الأهرامات بالنسبة للبارودي ليست مجرد بناء حجري، بل تجسيد لعبقرية الإنسان في مواجهة الفناء. يدعو الشاعر قارئه إلى الغوص في أسرار هذا الصرح العجيب، ليبقى درسًا خالدًا في التفوق والإرادة الإنسانية التي تتحدى حدود الزمن.
تعليقات
إرسال تعليق