تحضير النص القرائي الأطفال في عالمنا المعاصر ص 112 السنة الثانية إعدادي مرشدي في اللغة العربية.

 

موقع الدعم المدرسي







تأطير النص

1- صاحب النص: هذا النص ليس مجرد كلمات مرصوفة، إنه صرخة أطلقتها اللجنة العالمية للثقافة والتنمية، تلك الهيئة التي تتبع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). منذ أن تنفست هذه المنظمة أول أنفاسها في عام 1946، وهي تحاول، رغم كل شيء، أن تجعل هذا العالم مكانًا أكثر إنصافًا، أكثر إشراقًا. لكن، هل تستمع البشرية؟

2- نوعية النص: ليس تقريرًا جافًا، وليس مجرد تحليل بارد، بل هو نافذة نطل منها على واقع الأطفال، نلمس معاناتهم، نكاد نسمع صرخاتهم المكتومة. هنا، لا يُكتفى بسرد الحقائق، بل يُشعل فتيل التساؤلات. ماذا لو كنا نحن هؤلاء الأطفال؟

3- مجال النص: المجال؟ إنه أبعد من أن يُحصر في تصنيف اجتماعي أو اقتصادي. إنه صوت يقتحم عالم الطفولة، يعبر طرقًا وعرة بين الألم والرجاء، يصرخ في وجه نظام عالمي يخون براءتهم كل يوم.

4- مصدر النص: بين دفتي كتاب "التنوع البشري الخلاق"، وتحديدًا بين الصفحات 170 و175، وُلد هذا النص باللغة العربية، برعاية اليونسكو والمجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 1997. لكن، هل يكفي أن يُكتب النص ليُسمع الصوت؟


القراءة التوجيهية للنص

قراءة العنوان:

  • تركيبيًا: ثلاث كلمات، لكنها كافية لتجعلنا نتوقف: "وضعية الأطفال في العالم". باردة؟ محايدة؟ لا. إنها كلمات تحمل في طياتها رائحة الحرب، أصوات الجوع، أنين المستضعفين.

  • دلاليًا: العنوان يخدعك، يبدو كأنه مجرد إشارة تقريرية، لكنه أشبه بباب يقودك إلى متاهة من الأسى والتساؤلات.

قراءة الصورة:

تخيل طفلة، تركض حافية القدمين، وسط أنقاض مدينة فقدت اسمها. عيناها تبحثان عن شيء لا وجود له، ربما الأمان، ربما الحياة. وراءها دبابة، باردة، صامتة، لكنها أكثر صخبًا من كل شيء.

مشهد كهذا لا يحتاج إلى تعليق، بل يحتاج إلى وقفة، إلى سؤال قاتل: كيف وصلنا إلى هنا؟

بداية النص:

بداية صادمة، لا تمنحك فرصة للراحة. منذ الجملة الأولى، يُنتزع قلبك لتجد نفسك وجهًا لوجه مع الحقيقة: الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة، الأكثر تعرضًا للسحق تحت عجلة هذا العالم.

نهاية النص:

لا يترك لك النص فسحة للأمل الخالص، بل يغلق أبوابه بنداء أشبه بالإنذار الأخير: الاعتراف بقدرات الأطفال ليس ترفًا، بل واجب. دعمهم ليس خيارًا، بل ضرورة. وإلا، فإننا جميعًا شركاء في الجريمة.

فرضية النص:

نص بهذا العمق لا يمكن إلا أن يفضح القبح، يعرّي الحقيقة، يضعك أمام واقع مليء بالعنف والاستغلال. لكنه لا يكتفي بذلك، بل يطرح السؤال الأكثر رعبًا: وماذا بعد؟


فهم النص

الإيضاح اللغوي:

  • محنة: كلمة تبتلعك في دوامة من المعاناة، هي ليست مجرد صعوبة، بل ألم لا نهاية له.

  • السخرة: صورة قاتمة، حيث تتحول الطفولة إلى سوق نخاسة حديثة.

  • اضطهاد: قهر بصمت، ظلم يرتدي قناع الشرعية.

  • النشء: هم الأمل الذي نخونه كل يوم.

  • التصحر: ليس مجرد فقدان للأرض، بل انعدام للفرص، تآكل للحياة.

  • الميثاق: وثيقة تتحدث عن الحقوق، لكنها غالبًا ما تنتهي في أدراج مغلقة.

الفكرة العامة:

ما الذي تبقى من الطفولة حين يُنتزع الفرح؟ ما الذي يعنيه أن تكون طفلاً في عالم يحسبك رقماً في إحصائيات الجوع والاستغلال؟ النص لا يجيبك، بل يرميك في قلب المأساة.

الأفكار الفرعية:

  • أي مستقبل ينتظر الأطفال الذين يُتركون في العراء؟

  • التعليم، هل هو حق فعلي أم رفاهية لا تُمنح إلا للقلة المحظوظة؟

  • حماية الطفولة، شعار يُرفع أم واقع يُنفذ؟

  • الأطفال، هل يُسمح لهم حتى بالصراخ طلبًا للنجدة؟


القراءة التحليلية للنص

المستوى المعجمي:

كل كلمة هنا تنتمي إلى معسكر، إما معسكر القهر، وإما معسكر الأمل:

  • معجم الألم والظلم: سخرة، اضطهاد، محنة، حرمان.

  • معجم الأمل والحقوق: تعليم، حماية، كرامة، عدالة.

لكن، أيّ المعسكرين أقوى؟ أيهما يسيطر على الواقع؟ الإجابة ليست سهلة.

الأساليب الحجاجية:

  • التوكيد: لا مجال للشك، "إن التعليم ليس رفاهية، بل حق"، "إن الطفولة لا تحتمل المزيد من العبث".

  • الاعتراض والتوسع: "غير أن الواقع يقول غير ذلك"، "لكن، هل نفي بهذا الوعد؟".

  • الأمثلة: مأساة هنا، مأساة هناك، صور لا تحتاج إلى تعليق.

مقصدية الكاتب:

ليس الهدف مجرد عرض للواقع، بل دفع القارئ نحو الرفض، نحو الغضب، نحو الإيمان بأن التغيير ليس خيارًا، بل حتمية.

عناصر الرسالة:

  • المرسل: اليونسكو، صوت عالمي لكنه يبقى مجرد صوت.

  • الرسالة: دعوة مستمرة لحماية الأطفال، لكنها تصطدم بجدران صماء.

  • المرسل إليه: العالم بأسره، كل شخص يرى هذه الكلمات ولا يشيح بوجهه.


القراءة التركيبية للنص

حين تنتهي من قراءة النص، لا يمكنك أن تبقى كما كنت. الأطفال ليسوا مجرد فئة ضعيفة، بل هم مرآة تعكس وحشية هذا العالم.

العنف، الفقر، الحرمان، ليست مجرد كلمات، بل واقع يصرخ في وجه كل من يظن أنه بمنأى عن المأساة.

لكن، هل يملك الأطفال رفاهية الانتظار؟ هل يستطيعون الانتظار حتى يستفيق الضمير العالمي؟ لا، لأن كل يوم يمضي يعني ضياع المزيد من الأرواح، المزيد من البراءة المسلوبة.

النص ليس مجرد كلمات، إنه دعوة للاستيقاظ، قبل فوات الأوان.








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحضير النص القرائي العولمة والهوية ص 124 السنة الثالثة إعدادي الأساسي في اللغة العربية.,

تحضير النص القرائي أهمية رعاية الطفولة ص 115 السنة الثالثة إعدادي الأساسي في اللغة العربية.